Site icon الحياة

التقنيات الحديثة وأثرها الفاعل في المنظومة التعليمية

لا يمكن بحال من الأحوال أن نمضي إلى تعليم الجيل الناشئ حاليا بنفس الوسائل والطرق التي تعلمت بها الأجيال التي سبقته، كمعلم جرب أن تفعل ذلك وستجد انصرافا عما تقول، ومملا يسري في نفوس طلابك، ليس لأن المحتوى الذي تقدمه سيء أو غير مقنع، وإنما لأنك لم تعرضه بالطريقة المثلى التي تتواءم مع طبيعة عيش هؤلاء الطلاب وتفاعلهم مع الحياة.

لا نجد أحدا اليوم من الطلاب دون هاتف نقال، إذ أضحت التكنولوجيا سمة بارزة يشترك الجميع في التفاعل معها وتمضية كثير من الوقت على نوافذها المتعددة، لذلك حين تطرق باب طلابك فالأولى أن تأتيهم من حيث يجتمعون، والشيء التي يجتمع عليها أبناء هذا العصر هي التكنولوجيا وتسخيرها في كافة جهات حياتهم.

إن استخدام التقنيات الحديثة داخل الفصول الدراسية في الشرح والتوضيح والمتابعة والتسجيل والاختبارات، هو أمر لم يعد من قبيل الرفاهية، بل هو ضرورة تفرضها أنماط الحياة السائدة، ليس هذا هو السبب الوحيد، بل لأن التقنيات الحديثة كذلك تيسر الأمور على الطلبة وتقرب إليهم الأفكار وتجعلها بسيطة محببة، عكس الطرق التقليدية التي تعتمد أكثر ما تعتمد على التنظير والتخيل.

التدريس بـ استخدام التقنيات الحديثة أثبت نجاحا منقطع النظير في الوصول بالطلبة إلى حالات من الإجادة لم تتفق لها من قبل، خصوصا حينما تكون المناهج الدراسية متوائمة مع ذلك النمط من التعليم، حيث التقنيات الحديثة لا تحدد طرائق التعلم بنموذج معين لا يحاد عنه، بل تترك المجال واسعا أمام اجتهادات المعلم نفسه وحسن تقديره فيما يتعلق بالأسلوب الأنسب للتعامل مع طلابه.

لا يتوقف التقدم التكنولوجي عن إمدادنا كل يوم بجديد في عالم وسائل التعلم، ولعل أبرز التقنيات التعليمية المستخدمة حاليا في مجال التدريس، هي السبورة الذكية، والتي تتشابه في وظيفتها مع السبورة التقليدية، بيد أنها تمتلك كثير من المميزات المتفردة من نحو حفظ النصوص التي تكتب عليها وبالتالي إمكانية العودة إلى نصوص سابقة فضلا عن الطباعة والإرسال بالإضافة إلى إمكانية عرض الوسائط والاستعانة بالرسوم وغير ذلك.

استخدام التقنيات الحديثة لا يتوقف عند سبورة ذكية بل تمتد لتشمل عديد من الوسائل الأخرى مثل الأجهزة اللوحية التعليمية، والتي باستخدامها يمكن الاستغناء عن الكتب الورقية، فضلا عن احتوائها على تطبيقات تعليمية مخصصة تمكن المعلم من المتابعة اللحظية مع طلابه، وعديد أشياء أخرى يمكن مستقبلا أن تقدم عبر مثل هذه الأجهزة.

بالإضافة إلى الأدوات سابقة الذكر تبقى كذلك وسائل التواصل الاجتماعي مهمة في تفاعل المعلم مع طلابه وتوثيق علاقته الإنسانية بهم، كما تبرز مواقع مشاركة الملفات مثل جوجل درايفر ودروبكس كوسيلة مهم يمكن من خلالها إيصال الكتب وتوضيحات المعلمين إلى طلابهم بشكل فوري متاح على في أي وقت.

لا يزال المستقبل يحمل لنا الكثير، وإن لم نواكب المتغيرات التعليمية الآنية ونلحق بركب الأدوات والوسائل المتقدمة، أخشى انقطاع السبل علينا وبعدنا رويدا رويدا عن تقديم الفائدة لأبناء هذا الجيل والأجيال التي تليه.

 

إقرأ أيضا: التكنولوجيا .. بين ماض وحاضر ومستقبل وتأثيرها على الأجيال

Exit mobile version