ذكريات من ذاكرتي في المستقبل

أيام ولحظات تمضي وتتكرر باستمرار .. تستمر بالمضي بشكل روتين متكرر .. لكي تكون عالقة في ذاكرتي وذاكرة كل من عايشها في كل لحظاتها .. والتي سوف تصبح في يوم ما ذكريات من ذاكرتي في المستقبل ..

اعتدت كل صباح أن استيقظ باكرا وافتح النافذة التي تطل على الشارع الجميل .. انتظر شروق الشمس بأشعتها الذهبية التي تبعث الأمل في الحياة التي ما تلبث الا وأن تشرق وكأننا في موعد للقاء بيننا .. وأحيانا في أيام قليلة تغطيها الغيوم معلنة قرب هطول المطر الجميل ..

وعندما تشرق انظر اليها وقت شروقها وقد تغيرت معالم الشارع الذي أصبح هادئا بعد ما كان يوما ما جميلا تزينه حركة الأطفال الصغار الذين يذهبون الى مدارسهم والباصات والسيارات التي تأخذ الطلاب والطالبات الى كلياتهم وجامعاتهم والرجال الذين يذهبون لكسب قوت يومهم.

أما في المساء وقبل أن أغلق تلك النافذة التي تطل على جمال المكان حولها فهناك موعد اخر في كل ليلة أيضا .. أطل منها مرة أخرى .. ولكن هذه المرة في موعد مع القمر .. والذي يأتي أياما ويغيب في أيام أخرى .. لكي ننظر معا الى الشارع الذي كان مليء بالحياة في أيام مضت ..

وقد أمسى ساكنا بلا روح .. والهدوء يعمه وكأن السكان لتلك القرية وذاك المنظر الجميل قد تركوها ..

أقرب ما يكون ذلك المنظر الى شخص عمل بجد طوال يوم كامل ..

وعاد بعد ذلك ليرتاح بعد عناء يوم طويل .. أراد فقط ان يغمض عينيه .. وغط في نوم عميق .. هبت عليه نسمة .. حركت خصلات شعره بلطف ..

وكأنها ضمته لتصعد به الى الجنان ..

ثم همست في اذنه .. ستنتهي معاناتك ..

وستعود الحياة مرة أخرى يوما ما الى جسدك المنهك .. مادام الله موجود .. نعم الأمل موجود أيضا ..

ففي نهاية كل طريق هناك شيء لاينتهي أبدا إسمه الأمل

ستعود الحياة بإذن الله قريبا إلى تلك الأماكن التي لم تعتد على الهدوء .. وستمضي هذه الأيام بحلوها ومرها لتصبح مجرد ماض يحمل ذكريات من ذاكرتي في المستقبل والذي نتمنى أن يكون قريبا.

إقرأ أيضا صفحات من مذكراتي , الرحلة (31) .. الجزء الأول