بحر الحياة

حجم الكون: ما بين الحقيقة العظيمة المذهلة والخيال المحدود

جميعنا سمع كثيراً كلمة “كون”، لكن الكثيرين لا يعرفون ما الذي تعنيه هذه الكلمة حقاً. معظمنا يعرف أن الكرة الأرضية التي نعيش عليها ما هي إلا جزء صغير جداً من الكون الكبير اللامتناهي.

لكن إلى أي مدىً نحن صغيرون في الكون؟ وكم هو حجم الكون؟ وبماذا تفيدنا معرفة هذه المعلومات؟ هذا ما سنسلِّطُ عليه الضوء في هذه المقالة.

الكرة الأرضية في المجموعة الشمسية

يعيش البشر على الأرض، ولطالما كانوا كذلك، فحتى وقت قريب لم يكن أي بشري قادر على العيش خارجها.

لم يعرف أجدادنا أن الأرض مجرد كوكب صغير يدور حول نجم، وأن هذا النجم جزء صغير من الكون، كانوا يحبون الاعتقاد أنهم المركز وأنهم الأهم. الآن، نحن نعرف أن كوكبنا جزء مما يسمى بـ “المجموعة الشمسية”، نحن ندرك هذه الحقيقة، لكن هذا ليس ما يجب أن نعرفه فقط!

صحيح أننا جزء من المجموعة الشمسية لكننا، في الواقع لا نشكل إلا جزءا ضئيلاً جداً منها، مهما كانت المعايير التي اتبعتها للقياس. في الحقيقة، كوكبنا -ونحن- يشكل أقل من 1 بالمليون من حجم المادة العادية الموجودة في المجموعة الشمسية. أما إذا احتسبنا الفضاء أيضاً، فنحن لا شيء.

المجموعة الشمسية في درب التبانة

تبدو مجموعتنا الشمسية كبيرة جداً، أليس كذلك؟ نعم هي كذلك بالفعل إذا ما قورنت مع الأرض، لكنها صغيرة للغاية إذا ما تمت مقارنتها مع المجرة الموجودة فيها، مجرة درب التبانة.

حدود المجموعة الشمسية لا تزال غير واضحة فهي تختلف تبعاً للمعايير المستخدمة في التحديد، لكنها بالتأكيد لن تتجاوز نصف المسافة بين الشمس وأقرب نجم إليها. يبعد أقرب نجم عن الشمس قرابة 4 سنوات ضوئية، في حين يبلغ قطر مجرة درب التبانة نحو 100 ألف سنة ضوئية. هذا يعني أن المجموعة الشمسية بالنسبة لدرب التبانة أشبه بالأرض بالنسبة للمجموعة الشمسية!

اقرأ أيضا: عبدالعزيز المضحي المهندس المتألق

درب التبانة في الكون

بالنسبة لحجم الكون، لا يساوي حجم مجرتنا شيئا. على الرغم من كبر حجمها، إلا أن درب التبانة تشكل أقل بكثير من جزء من تريليون جزء من الكون. حجم الكون غير معروف بدقة (وهو يكبر باستمرار)، لكنه كبير جداً، لدرجة أن الضوء (أسرع شيء أمكننا قياسه) يحتاج إلى أكثر بكثير من 13 مليار سنة حتى يعبره.

كل هذا يعني أننا –في الحقيقة- غيرُ قادرين حتى على تصور مدى صغر وضآلة حجمنا في الكون، فـ:

  • أرضنا تشكل جزءاً صغيراً جداً من المجموعة الشمسية.
  • والمجموعة الشمسية تشكل جزءاً صغيرا جداً من المجرة.
  • والمجرة تشكل جزءا صغيراً جداً من الكون.

وتبعاً لبعض الفرضيات، كوننا ما هو إلا كون واحد من عدد كبير جداً من الأكوان!

لكن، بماذا تفيدنا معرفة هذا كله؟

في الحقيقة، تفيدنا معرفة هذا على مستوى الجنس البشري كثيراً، حيث:

  • سيجعلنا هذا أكثر حباً لبعضنا البعض، وأكثر ارتباطاً ببعضنا.
  • معرفة مدى صغر حجم كوكبنا المائي الأزرق في الكون، يجعلنا ندرك كم هو نادر وجوده، فنسعى للمحافظة عليه.

وعلى مستوى الأشخاص، هناك أيضا فوائد كثيرة، منها:

  • إدراك مدى قدرة الخالق، والخوف منه.
  • الاستمتاع والشعور بالذهول من مدى غرابة المعلومات.

 

شكرا لمرورك , ويسرني تعليقك

error: Alert: Content is protected !!
%d مدونون معجبون بهذه: