شخصيات من بلدتي

عبدالعزيز المضحي المهندس المتألق .. الجزء الأول (1)

عندما عُرِضَت علّى  الكتابة عن المهندس عبدالعزيز بن عبدالله بن محسن  المضحي كانت الصيغة ألا تعتقد يا أستاذ أن المهندس لم يُعطَ حقه من التعريف بقدر ما يحمل من حجم ناهض من المعرفة والهمة والخدمة والتواضع والنبل .. قلت نعم و بكل تأكيد ؛ فقال محدثي : عليه نود أن تتفضل بالكتابة عنه كونك الأقرب إليه والأكثر معرفة به  .

صدمتني فكرة الكتابة لأننا تعودنا الكتابة عمن مضى ولا نحسن أو نتجنب الكتابة عن الأحياء منعاً للتحسس أو النقد الذي لامبرر له فنكون بين مادح وقادح فالمادح ينظر بعين الرضا فهي عن كل عيب كليلة أما القادح فيرى في ذلك مجاملة وتزلفاً وهو مايعبر عنه بعين السخط التي تبدي المساويا  ولكني  أحمد الله سبحانه وتعالى على العزم وأستعينه على كل حال، ولن أقول إنّ صاحبنا معصوماً عن الخطايا وإنما من باب معرفتي الخاصة به كيف وقد عرفته منذ يومه الأول طالباً يافعاً ضعيف البنية في مدرسة الحليلة الإبتدائية سنة 1387 للهجرة ومنذ ذلك الحين  ربطتنا به علاقة فريدة من الحب والتقدير والإكبار إنه واحد من رموز الوفاء والعطاء والعمل الدؤوب  شعلة من النشاط لا يعرف الكلل ولا التضجر ولا السأم رابط الجأش قوي الشكيمة.

المهندس عبدالعزيز المضحي

فعندما تراه تشاهد إنساناً بسيطاً لا تفارق الإبتسامة محياه، يبادرك التحية ويسبقك بالسلام  ويقبل عليك بكل جوارحه وجوانحه  ، صادقاً في مشاعره راقياً في تعامله إنساناً في مودته  نظيفاً في سلوكه وفياً لإصدقائه متفقداً لأحوالهم . يمم وجهه من مسقط رأسه بلدة الحليلة  الأحسائية ذات العمق والأصالة والطيبة كطيب التراب الهجري كما قال الشاعر العاشق للأحساء (في أرض هجر تحيط الناس نعماء … فالعيش رغد وروض الأرض أحساء ) إلى العاصمة الرياض بعد إتمام المرحلة المتوسطة ليدرس في معهد التربية الرياضية لكن طبيباً عربياً – دون أن يفحصه – رسّبه بحجة أن عنده مرض القلب  وهو بحمد الله سليم معافى .

فيمم شطره  لمعهد التربية الفنية مع زملاء له وكنا نتعاقب الزيارة  ليلة الثلاثاء من كل  أسبوع  إذ كنت حينها أدرسُ في جامعة الملك سعود بالرياض ولكنني فوجئت بعد أشهر قلائل برسالة وداع منه تاركاً المعهد ليلتحق بشركة آرامكو  وذلك عام 1980 وبقدر ما أحزنني فراقه أسعدني طموحه حيث سرعان ما جد واجتهد وابتعثته شركة آرامكو السعودية إلى الولايات المتحدة  الأمريكية للدراسة في  تخصص علوم الهندسة الميكانيكية  في جامعة تلسا ليتخرج منها بشهادة البكالوريس بمرتبة الشرف عام 1990 . وفي هذا دلالة واضحة على نبوغه وتفوقه الدراسي .

ليواصل مشواره الوظيفي مهندساً متدرجاً في العديد من الوظائف آخرها مدير مشروع رياضي بمدينة الملك عبدالله الرياضية بجده وهو واحد من الكفاءات العلمية والعملية في الشركة والمشهود بحقه من رؤسائه ومرؤسيه .  والمهندس عبدالعزيز محب للعمل الاجتماعي منخرط فيه منذ نعومة أظفاره فله حضور جلي في ميادين العمل التطوعي ولا سيما الرياضي منه والذي أخذ  من وقته وجهده مايربو على  الثلاثين عاماً إذ  رأس مجلس إدارة نادي العدالة خمس دورات ولا يزال على دفتها حتى كتابة هذه السطور .

ونادي العدالة  بالأحساء  –  الحليلة هو واحد من الأندية الرسمية  بالمملكة العربية السعودية وقد تأسس سنة 1378 ونال شرف الاعتراف الرسمي سنة  1404 وله صيت طيب  ومساهمات فاعلة وقد حقق منذ تأسيسه وإلى يوم الناس هذا  العديد من البطولات  والانجازات سواءً في ظل إدارة المهندس عبدالعزيز أو من  تعاقبوا على إدارته من رجالات هذا البلد المعطاء.  كما يفتخر هذا الصرح الكبير بانطلاق العديد من لاعبيه  للعب في المنتخب السعودي فعلى سبيل المثال يسري الباشة وحسين المقهوي وأحمد المبارك وحسن الصالح في كرة القدم ورياض الحجي وجاسم الزويد  اللذان  لعبا في منتخب اليد ومحمد علي الحافظ وحسين علي الحافظ من فئة الناشئين بكرةاليد وفي منتخب الطائرة مثل : محمد طاهر السلطان  و عبدالشهيد إبراهيم الأحمدوآخرون وهكذا مثّل لاعبون منتخب المملكة في السباحة والتنس  والدراجات وفي ألعاب القوى حسن البخيت اضافة إلى من انتقل إلى اللعب في أنديةالدرجة  الممتازة مثل أحمد المبارك لعب بالنصر والاتفاق والفتح

وحسين المقهوي لعب في الفتح والأهلي ، ويسري الباشة لعب في الاتفاق والفيحاء والخليج ، وعبدالله الصالح لعب في الاتفاق، ومحمد السهيو لعب في القادسية

وحسن جمال الحبيب وأحمد جمال الحبيب لعبا في الاتفاق وغيرهم ممن لاتحضرني اسماؤهم اضافة إلى ًالحكم الدولي في كرة القدم ورئيس لجنة الحكام الفرعية بالأحساء الأسبق الأخ الصديق الأستاذ حسين بن مبارك الحساوي الذي هو نار على علم في شهرته ومعرفته واتقانه وهناك حكام آخرون أبرزهم الأستاذ عبدالرزاق المقهوي الذي حكم مباريات في الدوري الممتاز والأستاذ عاطف البلادي، والأستاذ حبيب الخضيري، ومن الجيل الجديد، حسن يوسف الحبيب

وأحمد العيسى وقدكفانا عناء البحث في مسيرة الحركة الرياضية في الحليلة أخي المرحوم بإذن الله تعالى الأستاذ أحمد بن عبدالمحسن المشعل أبو عماد  والذي بدأ موسوعته الرائدة بعنوان الحركة الرياضية في الحليلة وقد دوّن فيها الكثير من المعلومات القيمة والشيقة والصادرة من رجل خبير عارف واكب الحركة الرياضية في جميع مراحلها ولكن الكتاب لم يكتمل حيث فجعنا بوفاته  في 1437/7/5  دون اتمام مشروع الكتاب وقد دوّنا  ماتفضل به يراعه في كتابنا ( أبا عماد مكانك القلب ) والذي صدر حديثاً فليراجع من أراد معرفة ذلك كله .

بقلم الأستاذ:

عبدالله عبدالمحسن المشعل

 

إقرأ أيضا الشاعر علي بن حسين الخضير

9 thoughts on “عبدالعزيز المضحي المهندس المتألق .. الجزء الأول (1)

شكرا لمرورك , ويسرني تعليقك

error: Alert: Content is protected !!
%d مدونون معجبون بهذه: